الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

[ما من نبي إلا وحذّر قومه وأتباعة فتنة المسيح الكذاب] لماذا أطلق عليه الأنبياء اسم المسيح الكذاب؟

[ما من نبي إلا وحذّر قومه وأتباعة فتنة المسيح الكذاب]
لماذا أطلق عليه الأنبياء اسم المسيح الكذاب؟" 
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار ربي؛ أحبة قلبي في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..
سلامُ الله عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين. فاحذروا ثم احذروا فتنة المسيح الكذّاب الجهريّة، وإنّما ذلكم الشيطان سوف يظهر لكم متمثلاً إلى بشرٍ، ويكلمكم جهرةً بالخطاب بالصوت، ويجلب عليكم بخيولِه كأنّ لها أجنحةً سريعةً ورجالِه، ويجلب عليكم بأموالِه وبناته ليشارككم في الأولاد، ويعدكم بجنةٍ من تحت الثرى.
 ولربّما تودّ حبيبتي في الله أم خالد أن تقول: 
"يا إمامي ومن ذلك الرجل الذي سوف يتمثل ببشر ليستطيع أن يخاطبنا جهرةً فيكلمنا بصوته ويجلب علينا بخيوله ورجاله وبناته ليشارك الإنس بالأموال والأولاد؟ أفلا تفتِنا في شأنه من يكون بشرط أن تكون الفتوى مباشرةً من محكم الكتاب وليس من الروايات والأحاديث كونها تحتمل الصح وتحتمل الخطأ والافتراء على الله ورسوله، بل نريد فتوى واضحةً بيّنةً تذكر صاحب الفتنة الجهريّة من هو بالضبط حتى إذا ظهر يَحْذَرُ فتنته البشر الذين يتبعون البيان الحق للذكر". 
ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على سؤال أمّ خالد المحترمة وأقول: 
 لسوف نترك الفتوى لكم من الله مباشرةً في محكم كتابه يخبركم أنه يوجد فتنةٌ جهريّةٌ للشيطان للناس كافةً وهم يرونه بالصوت والصورة على الواقع فيجلب عليهم بخيله ورجاله وبناته وتجدون الفتوى في قول الله تعالى: 
 {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}
صدق الله العظيم [الإسراء:64].
وما من نبيّ إلا وحذّر قومه وأتباعه فتنة المسيح الكذّاب كون المسيح الكذّاب هو ذاته الشيطان الرجيم. 
ولربّما تودّ أم خالد أن تقول:
 "يا إمامي أفلا تزِدْنا علماً لماذا أطلق عليه الأنبياء اسم المسيح الكذاب؟". 
ومن ثمّ يردّ عليها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: 
يا أمَة الله، وهل بالعقل والمنطق سوف يأتي المسيح الكذّاب فيقول للناس أنا المسيح الكذاب؟ بل سوف يقول للناس أنا المسيح عيسى ابن مريم وأنا الله ربّ العالمين؟ ولذلك يسميه الأنبياء بالمسيح الكذّاب كونه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ -صلى الله عليه وعلى أمّه وأسلم تسليماً- بل هو كذّاب، ولذلك يسمّى المسيح الكذّاب كونه ليس المسيح عيسى ابن مريم، وما كان لابن مريم أن يقول ما ليس له بحقّ بل سوف يكلم الناس كهلاً فينطق لهم بما نطق بالفتوى الحقّ وهو في المهد صبياً فقال:  
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾} 
 صدق الله العظيم [مريم].
وبما أنّ علام الغيوب ليعلم أنّ الشيطان يريد أن ينتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ولذلك تبيِّنت لكم الحكمة بالحقّ من عودة المسيح عيسى ابن مريم وذلك لأنّ الشيطان الرجيم يريد أن ينتحل شخصيته ويدعي الربوبيّة بغير الحقّ، ولذلك قدّر الله عودة المسيح عيسى ابن مريم إلى البشر لكي يحارب مع المهديّ المنتظَر المسيحَ الكذاب ومن ثمّ يكون من الصالحين التابعين للإمام المهديّ صلى الله على المسيح عيسى ابن مريم وأمّه وأسلّم تسليماً.وقد مهّد شياطين الجنّ والإنس لخروج المسيح الكذّاب أن جعلوا النصارى يُبالغون في المسيح عيسى ابن مريم حتى قالوا إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم. وقال الله تعالى:
 
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}
 صدق الله العظيم [المائدة:72].
وحتى إذا ظهر المسيح الكذّاب يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنّه الله 
ومن ثم يقول الناس والنصارى: 
"أفلا ترون أنّ عقيدة المسلمين في شأن المسيح عيسى ابن مريم عقيدةٌ باطلةٌ كون المسلمين يعتقدون أنّ المسيح عيسى ابن مريم عبدٌ من عبيد الله ولكن النصارى يعتقدون أنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم؟ وها هو عاد المسيح عيسى ابن مريم ليحكم بين المسلمين والنصارى بالحقّ، وها هو قال أنّه الله كما اعتقد النصارى من قبل ولم يقل أنّه عبدٌ من عبيد الله كما اعتقد المسلمون، فأصبحت عقيدة المسلمين على باطلٍ والنصارى الذين اعتقدوا بربوبيّة ابن مريم هي الحقّ."ومن ثم يصبح الحقّ باطلاً والباطل حقاً ثم يتبع الناس العقيدة الباطلة وكثير من المسلمين إلا قليلاً، ولولا فضل الله عليكم ورحمته يا معشر المسلمين ببعث المهديّ المنتظَر لاتبعتم الشيطان يا معشر المسلمين إلا قليلاً. وقال الله تعالى:
 {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴿٨٣﴾} 
 صدق الله العظيم [النساء].
وأما الجنّ فقد تبيّن لهم المسيح الكذّاب كون الشيطان في الأرض ذات المشرقين يدّعي الربوبيّة وكان يسمّي نفسه في الأرض ذات المشرقين أنّه المسيح عيسى ويقول أنّه الله ويتخذ صاحبةً وولداً، ولكن الجنّ أطلقوا عليه (سفيهنا) أي سفيه الجنّ وقد علموا أنّه يدّعي الربوبيّة ويتخذ صاحبةً وولداً، ولكن الله أنقذهم بسماع القرآن العظيم الذي ينفي دعوة الربوبيّة للملكوت لغير الله سبحانه، ولكنّ الجنّ يعلمون أنّ سفيههم الشيطان الرجيم يدّعي الربوبيّة ويتخذ صاحبةً وولداً ولكن الله لا يتخذ صاحبةً وولداً،وقال الله تعالى:
 {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّـهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ﴿١٢﴾ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴿١٤﴾ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴿١٥﴾}
 صدق الله العظيم [الجن].
ونستنبط من ذلك: 
 إنّ الشيطان يدّعي ربوبيّة الملكوت ويتخذ صاحبةً وولداً ولكنّ الله حقيق لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً.
 فاتقوا الله يا أولي الألباب واتبعوا البيان الحقّ للكتاب، وما يذَّكر إلا أولو الألباب.
ولربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار السابقين الأخيار أن يقول:
 "وكيف لنا نحن الأنصار أن نُميّز بين أولي الألباب وبين أشرِّ الدواب الصمّ البكم
 الذين لا يعقلون؟". 
ومن ثمّ يردّ على السائلين ونقول:
 فأمّا الذين لا يعقلون فمجرد ما تخبرونهم عن شخصٍ يسمى نفسه الإمام ناصر محمد اليماني في الإنترنت العالميّة يقول إنّه المهديّ المنتظَر يحاجّ الناس بالقرآن العظيم، فأمّا الذين لا يعقلون فسوف تجدونهم مباشرة يحكمون في شأن دعوة ناصر محمد اليماني من قبل أن يسمعوا إلى قوله ومنطق علمه، وأولئك أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمتهم.وأما أولو الألباب منهم فلن تجدوهم يحكمون في شأن ناصر محمد اليماني
 فسوف يقولون للسائلين:
 " أنظِرونا حتى نتدبّر دعوة الإمام ناصر محمد اليماني لننظر هل جاء بالحقّ أم إنّه من اللاعبين، ومن ثمّ تسمعوا حكمنا فيه". 
 وأولئك يُبشِّرهم الله بالهدى كونهم من الذين لا يحكمون من قبل سماع حجّة الداعية وسلطان علمه بل يستمعون القول أولاً ومن ثم يتّبعون
 أحسنه إنْ تبيَّن لهم الحقّ من ربّهم، وأولئك لا يحكمون من قبل سماع سلطان علم الكتاب بالبرهان المبين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.