الاثنين، 30 نوفمبر 2015

أنقذوا أنفسكم بالتصديق لأظهر لكم عند البيت العتيق.

 أنقذوا أنفسكم بالتصديق لأظهر لكم عند البيت العتيق.. 
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..
فهل يا ترى من المنطق أن يظهر المهدي المنتظر بين الرُكن والمقام بمكة المكرمة فيقول أيها النّاس إني أنا المهدي المنتظر فبايعوني، ومن ثمّ ينقض الحاضرين من النّاس عليه فيبايعونه!!
فهل يقبل هذا التصرف عقلُ أيّ إنسانٍ، وحتى ولو كان هناك له بعض الأنصار فيواعدهم إلى المسجد الحرام فيحضرون جميعاً في الميقات المعلوم؟ وكذلك ليس تصرفاً صحيحاً وليس إلا فتنةً واقتتال بين المؤمنين من بدء الظهور وليس بين المؤمنين والكافرين، 
إذاً ما هو التصرف الحقّ للمهدي المنتظر الحقّ؟ 
 ألا وهي الدعوة من قبل الظهور واقناع علماء المسلمين بشأنه وبالذات هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة ومن بعد التصديق أظهر لكم للمُبايعة عند البيت العتيق، وبهذه الطريقة الحقّ لن يُسفكَ دمُ مؤمن بسبب ظهور المهدي المنتظر بل بشرى كبرى للمؤمنين.
وأمّا إذا لم يُصدّق بشأني المسلمون وكذلك الكافرون فسوف يُظهرني الله عليهم أجمعين في ليلةٍ وهم صاغرين بكوكب العذاب ذي بأسٍ من الله شديد، الذي سوف يمرّ بجانب أرضكم فيُعذب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء، ويعكس دوران الأرض فتطلع الشّمس من مغربها، ثمّ يتلوا ذلك ظهور المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم الإمام ناصر محمد اليماني لئن كذّبتم إلى موعده المعلوم فسوف يكون عذابه شاملاً لجميع الكفار والمسلمين ويجعله آية التصديق من الله لعبده المهدي المنتظر فيظهره الله في ليلةٍ على البشر وهم صاغرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58) وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (59)}
صدق الله العظيم [الإسراء]
فلماذا كان العذاب شاملاً لجميع قُرى النّاس أجمعين؟ وذلك لأن هذا القرآن رسالة من الله إلى النّاس كافة الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين وكفروا به من قبل إلا قليلٌ، وها هو المهدي المنتظر يدعوهم إليه ويعلِّمهم ما لم يكونوا يعلمون فإذا هم عن الحقّ معرضون جميع الكفار والمسلمين
ولذلك سوف يكون عذاب الله شاملاً، فأنقذوا أنفسكم بالتصديق لأظهر لكم عند البيت العتيق، 
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك في دين الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

فاعلموا علم اليقين بأنهم لم يأتوا من أي كوكبٍ آخرٍ

فاعلموا علم اليقين بأنهم لم يأتوا من أي كوكبٍ آخرٍ
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على جدي حبيبي خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين وجميع المرسلين من ربهم 
وآلهم الأطهار والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين ولا أفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، وبعد..
يأيها الناس، 
إني أنا المهدي المنتظر الحقّ حقيق لا أقول على الله غير الحقّ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً، فإذا كذبتم بالحقّ فسوف يُظهرني الله عليكم في ليلةٍ بكوكب عذاب الجحيم الأليم طامة كُبرى بل إنه لشيء عظيم.
يا أيها الناس، 
 كيف لي أن تصدقوني بالحقّ؟ إني أريد إنقاذكم منه ولن أستطيع ما لم تُصدقون بالحقِّ، ما لم! فسوف يعذبكم به الله عذاباً نُكراً ويهلك منكم كثيراً، وأرجو من الله أن لا يهلك إلا شرارَكم الذين لو تبين لهم الحقّ لما اتبعوه ولكنه سوف يعذب ما دون ذلك إلا من رحم ربي.
ويا أيها الناس،
 لا يفتنكم الدجال الشيطان الرجيم، إنه يراكم هو وقبيلة من شياطينٍ آخرين من حيث لا ترونهم، ولربما هذه فلوله بدأت للتمهيد الفعلي إن ظهروا لكم حقاً فاحذورا فتنتهم فلن يغنوا عنكم من الله شيئاً فلا يستطيعون نصر أنفسهم؛ إني لكم من الله نذيرٌ مُبينٌ ففروا إلى الله فلا نجاة إلا الفرار إلى الله لترجون رحمته ليقيكم من عذابه فإن عذاب الله قادمٌ. أقسم بربّ العالمين أن كوكب العذاب آتٍ لا محالة أفلا تعقلون؟ 
ألم أفصِّله لكم من القرآن تفصيلاً أم إنكم لا تؤمنون بالقرآن أم أنني فسرته بغير الحق؟ إذاً فاهدوني للتأويل الحقّ إن كنتم صادقين! وأقسم بربّ العالمين لا أبيّن لكم بغير الحقّ شيئاً والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.
وأما ما يقوله ابن عمر مما يسمعه فإذا كانوا حقاً سوف يظهرون فاعلموا علم اليقين بأنهم لم يأتوا من أي كوكبٍ آخر؛ بل من باطن أرضكم كما علمناكم بذلك لعلكم تعلمون، فلا يفتنوكم عن الحقّ فإنهم أشرُّ خلق الله ألا لعنة الله على المجرمين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخو المسلمين؛ الإمام ناصر محمد اليماني.

 

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

سأل سائل فقال: أفتني ياخليفة الله الخاتم وأعلمهم ماهي الدابة ؟

 
سأل سائل فقال:
أفتني ياخليفة الله الخاتم وأعلمهم ماهي الدابة ؟ 
وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:
إنّ خروج الدّابة من الأرض هو إنسانٌ يمشي فيُكلم النّاس، والنّاسُ دواب. 
وقال الله تعالى:
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى}
صدق الله العظيم [فاطر:45].
إذاً المقصود بالدّابة هو:
إنسان يُكلم النّاس شاهداً بالحقّ؛ وهو المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يُخرجه الله من الأرض 
لأنه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف فيُكلم النّاس كهلاً بالحقّ كما كلمهم طفلاً يوم ولادته، ويقول: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} 
[مريم:30]،
فيجعله الله حكماً بين المسلمين والنّصارى الذين قالوا:
إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، وطائفة أخرى قالوا: وَلَدُ الله! ولكن المسلمين يعتقدون بالحقّ أنه عبد الله، ثم يأتي حكماً بالحقّ في اختلاف المسلمين والنّصارى فيقول لهم كما قال لهم من قبل وهو في المهد صبيا: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}، وذلك لأن المسيح الكذاب سوف يأتي ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله ولذلك تمّ تأخير المسيح الحقّ ليجعله الله شاهداً بالحقّ وجعله الله للإمام المهدي وزيراً، ويكون من الصالحين ولا يدعو النّاس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع الإمام المهدي، ويكون من الصالحين التّابعين.تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}
صدق الله العظيم [آل‌عمران:46].
ومعنى قول الله تعالى: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}، أي حين يُكلمهم كهلاً فهو يكون من الصالحين التّابعين ولا يدعو النّاس لاتّباعه كونه نبيّ؛ ولكنّه لا ينبغي أن يأتي نبيٌّ من بعد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيدعو النّاس لاتّباعه. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
صدق الله العظيم [الأحزاب:40].
ولذلك حين تأتي دعوة ابن مريم الأخرى سوف يكون من الصالحين التّابعين للإمام المهدي يوم يأتي المسيح عيسى ابن مريم يُكلم النّاس وهو كهلاً، ولكن ماهي المعجزة أن يتكلم رجل وهو كهل؟
 بل المعجزة في نزول نفس ابن مريم من عند بارئها فينهض جسد المسيح المُضاف إلى أصحاب الكهف الثلاثة 
وتوجد هنا معجزة من ربّ العالمين لينطق ابن مريم بالحقّ بإذن الله، 
فأمّا الأولى فهي {وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ}
 [آل عمران:46]،
 ومضت وانقضت يوم ميلاد المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ونطق بإذن الله وقال: 
 {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}، ولم يقُل أنّه الله ولا ولد الله.
وأما المُعجزة الأخرى في تكليم ابن مريم للناس في قول الله تعالى:
 {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}[آل عمران:46]،
وتلك معجزة الإحياء لجسد الإنسان المسيح عيسى ابن مريم وعودة نفس المسيح إلى الجسد ليُكلم النّاس كهلاً، والكهل هو سنٌّ متوسطٌ بين سنِّ الشباب والمَشيب ذو اللحية المخلوطة بالشعر الأبيض والأسود ويُطلق على من كان بهذا السن كهلاً، وذلك هو الدّابة يخرج من الأرض، وهو الإنسان المسيح عيسى ابن مريم ليُكلم النّاس كهلاً فينطق بنفس القول من قبل {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} أي أنه ليس الله ولا ولد الله سُبحانه!
 كما يعتقد النّصارى بالباطل ويريد المسيح الكذاب أن يستغل عقيدة الكفار من النّصارى فيقول أنه الله. وقال الله تعالى: 
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابن مريم وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ 
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} 
 صدق الله العظيم [المائدة:72].
وبما أن المسيح الدجال سوف يأتي مؤيّداً لعقيدة الباطل لدى كُفار النّصارى فيدعي الربوبيّة ويقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم وإنّه الله ربّ العالمين ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب بمعنى إنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ولذلك تتبين لكم الحكمة من رجوع المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، 
وهو الوزير الأول ونائب خليفة الله الإمام المهدي ورئيس مجلس الوزراء.
ومن وزراء المهدي كذلك رسول الله إلياس -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي ابتعثه الله إلى أصحاب الرسّ -وهي قرية حمّة ذياب بن غانم كما يُسمّيها المؤرخون- وكذّبوه هو ووزيره نبيّ الله الصديق إدريس صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم صدّقه أخاه إدريس؛ شاباً فتياً، ثم جعله الله مع أخيه إلياس وزيراً، ثم صدّقه أخوه اليسع؛ شاباً فتياً، فعزز الله بهما نبيّاً ثالثاً وهو نبيّ الله الصدّيق اليسع، فكذبوهم أجمعين ولم يؤمن لهم غير رجل واحد فقط وكان يكتم إيمانه ومثله كمثل مؤمن آل فرعون. 
وتوعدهم قومهم إن لم ينتهوا عن الدعوة إلى الله وعبادة الله وحده بأنهم سوف يرجمونهم وليمسنّهم من قومهم عذاباً أليماً، ومن ثم خشي رسول الله إلياس على أخويه من الفتنة وأمرهم أن يأويا إلى الكهف وهو معهم فيختبئون فيه كما اختبأ محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وصاحبه أبو بكر من الكفار، وكذلك الرسول إلياس وأخويه النبيين الصديقين الفتيان اختفوا في الكهف من مكر الكفار حتى ينظر الله في أمرهم، ولكن الرجل الذي صدّقهم وكان يكتم إيمانه علم بأن أنبياء الله الثلاثة قد اختفوا بعد تهديد الكفار برجمهم أو العودة في ملّتهم ومن ثمّ غضب هذا الرجل الصالح من قومه وجاء إلى كبار قومه وأعلن إيمانه.وقال الله تعالى:
{وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [يس].
ولذلك قال رسول الله إلياس لأخويه إدريس واليسع:
{إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} 
صدق الله العظيم [الكهف:20]
وذلك لأن قومهم توعدوهم بذلك إن لم ينتهوا عن دعوتهم إلى الله وترك عبادة آلهتهم، وقالوا:
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
 صدق الله العظيم [يس:18]،
وذلك لأن الأنبياء الثلاثة رسول الله ووزراءه الفتية إدريس واليسع كانوا يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده
 وترك عبادة الأوثان وقالوا: قال الله تعالى:
{هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}
 صدق الله العظيم [الكهف:15].
والآن تبيّن لكم لماذا جعل الله قصة أصحاب القرية ورسلها الثلاثة مُبهمةً ولم يذكر أصحاب هذه القرية ولا اسم قومها وكذلك لم يذكر أسماء رُسلها الثلاثة، وذلك لأن القصة تتعلق بأصحاب الكهف فإذا جاء الإمام المهدي الذي يؤتيه الله علم الكتاب فيفصّله تفصيلاً فيجعل أسرار القرآن مفهومة لدى المُسلمين المؤمنين الموقنين بآيات الله في القرآن العظيم؛ أولئك من وزرائي المُكرمين وهم رسول الله إلياس والصديق النّبي أخوه إدريس الذي رفعه الله مكان علياً، وهو إشارة على أن موقع أصحاب الكهف في أعلى مكانٍ في الجزيرة العربية، وأعلى مكان هو هضبة اليمن، وأعلى مكان في الهضبة هي محافظة ذمار، وأعلى مكان هي قرية الأقمر التي توجد بعرض جبل إسبيل. وأما الكهف فهو موجود عند البيوت التي بجانب الجبل على مقربة من بيت رجل يُدعى (محمد سعد) ولكنه يصدّ عن هذا الكهف صدوداً ويظنّ أنّ بداخله كنز له، وأخاه أعقل منه وأهدى سبيلاً.وكما قلنا أنه يوجد في هذا الكهف أربعة من وزراء الإمام المهدي وهم رسول الله إلياس -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وكذلك أخوه الذي صدّق به؛ نبيّ الله إدريس، وكذلك النّبي الثالث الذي صدّق بأمرهم وهو أخوهم نبيّ الله الصدّيق اليسع، وكذلك الرقيم المضاف إليهم بتابوت السكينة حين أراد بنو إسرائيل قتل رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وسلم.
أولئك هم من أكرم من في مجلس وزراء الإمام المهدي، وإن أكرم وزراء الإمام المهدي هو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

نسف عقيدة الباطل بأن الصراط المستقيم هو: جسر ممدودعلى نار جهنم مظلم أحدّ من السيف وأدق من الشعر

نسف عقيدة الباطل بأن الصراط المستقيم هو:
جسر ممدودعلى نار جهنم مظلم أحدّ من السيف وأدق من الشعر


بسم الله الرحمن الرحيم،
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين. ثمّ أمّا بعد
---
 وأما الصراط المُستقيم فهو:
 من هُنا من الحياة الدُنيا يسلك الصالحون الصراط المستقيم صراط العزيز الحميد والذي يؤدي إلى الجنّة. ولم يجعل صراط النّار والجنة واحداً بل جعلهم نجدين فنجدٌ يؤدي إلى الجنّة ونجدٌ يؤدي إلى النّار،
 فيا عجبي من أمّة يعتقدون بأن طريق الحقّ وطريق الباطل واحدة تؤدي إلى الجحيم فجعلوا الصراط المُستقيم يؤدي إلى نار جهنّم واتبعوا الذين يقولون على الله الإفك وهم يعلمون فيتبعون المُتشابه من القرآن العظيم.
وأنا المهدي المنتظر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني أنفي عقيدة الباطل بأن الصراط المستقيم هو طريق تؤدي إلى نار جهنّم ثم إلى الجنّة وأنه أرهف من الشعرة وأحد من السيف؛
 فأنفي عقيدة الباطل جُملةً وتفصيلاً وأهدي بالحقّ إلى صراط مُستقيم؛ صراط العزيز الحميد الذي يؤدي إلى الجنّة، وصراط الشيطان يؤدي إلى نار جهنّم، فمن أراد أن يسلك نجد الرحمن والجنان فمن هُنا يسلك الصراط المُستقيم حتى إذا مات وهو عليه دخل الجنّة، ومن سلك طريق الشيطان فيتبع ما يرضي الشيطان ويسخط الرحمان حتى إذا مات وهو على ذلك يدخل نار جهنّم وبئس المصير، وطريق الحقّ والباطل نجدان مُختلفان فإمّا شاكراً وإما كفورا. 
ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول:
ولكن القرآن يقول في قوله تبارك وتعالى:{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا } 
صدق الله العظيم [مريم:٧١]
ومن ثمّ نردّ عليه فنقول:
 إن المنافقين يضعون أحاديث تتشابه مع بعض الآيات في ظاهرها ولكنكم إذا رجعتم إلى المحكم والواضح والبيّن والذي لا يحتاج إلى تأويلٍ فسوف تجدون بأن هذه الآية تُخالف الحديث المُفترى والمتشابه مع ظاهر آية أخرى في القرآن العظيم، وذلك لأنكم جعلتم النّار كمسبحٍ ومن ثم جعلتم خشبة أو سيف أو شعرة صراط فوق المسبح ومن ثم يمرون في الجسر الهوائي والذي هو أرهف من الشعرة وأحدّ من السيف ومن سقط من على الجسر الهوائي وقع في النّار ومن مرّ ولم يقع فيعبر فسوف يدخل الجنّة.
ويا أسفي على علماء أمّة يعلِّمون الأمّة روايات كروايات العجز وأساطير الخرافات التي لم يُنزل الله بها من سُلطان في القرآن العظيم، 
ولكنكم اتبعتم المُتشابه في القرآن العظيم والذي لا يزال يحتاج لتأويل ذي علمٍ من ربّه إمامٍ حكيمٍ، وتركتم المحكم والواضح والبيّن والذي لا يحتاج إلى إمام ليبينه شيئاً نظراً لوضوحه كوضوح الشمس في السماء ولكنكم تركتم المحكم واتبعتم أحاديث الإفك التي جعلت صراط الحقّ وصراط الباطل طريقاً واحداً تؤدي إلى نار جهنّم، فجعلوا أحاديث الإفك تتشابه مع آيات في ظاهرهن ولا تزال بحاجة إلى عالم وإمام مُبين ليفسرها ويفصّلها تفصيلاً.
وإني لأتحدى جميع علماء الأمّة بالحقّ وليس تحدي الغرور بل بالبيان الحقّ لجميع المتشابهات والمحكمات وأفتي بعلم وهُدىً وكتاب مُنير ولسوف نبدأ بالآيات المحكمات في هذا الشأن والواضحات كوضوح الشمس في السماء لا يزيغ عنهن إلا هالك ولكنكم تركتم المحكم وراء ظهوركم فاتبعتم المتشابه نظراً لأنه يوجد حديث تشابه مع أحد الآيات المتشابهة مع حديث الفتنة والإفك على الله ورسوله.
ولسوف نبدأ حواركم بالمحكم الذي نبذتموه وراء ظهوركم كمثال قول الله تعالى في محكم كتابه بأنّ للنار جهنّم سبعة أبواب ولكُل باب منهم جزء مقسوم لذلك تجدون الكفار يُساقون إلى نار جهنّم زُمراً أي جماعات وذلك لأن لها سبعة أبواب لكُل باب منهم جزء مقسوم ولا يمرون من فوق النّار فيقعون على الصراط المستقيم! قاتلكم الله أنا تؤفكون. بل حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ومن ثم يُلقى بهم في نار جهنّم كما بينا لكم من قبل في قوله تعالى: 
{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ } 
 صدق الله العظيم [ق]
ولكنكم جعلتم أهل الجنّة وأهل النّار يُساقون نحو النّار، فأكرر وأقول:
 قاتلكم الله أنى تؤفكون فتقولون على الله مالا تعلمون وتتبعون ما لم ينزل الله به من سلطان فتتبعون الأحاديث المتشابهة مع آيات ليست من المحكمات وتركتم المحكم الواضح والبيّن وراء ظهوركم وكأنه ليس من عند الله، فانظروا إلى الآية المحكمة في هذا الشأن تجدونها تُفصّل لكم الفتوى في هذا الشأن تفصيلاً وتقول بأن أهل النّار يُساقون إلى النّار حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وذلك لأن لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم، 
وأما أصحاب الجنّة فيساقون نحو الجنّة حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، فقد أنزل الله لكم في هذا الشأن آية هي قصة منذ لحظة البعث إلى نهاية الأمر فقص عليكم القصة وفصّلها لكم تفصيلاً، وقال الله تعالى: 
 { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾ } 
صدق الله العظيم [الزمر]
أفلا ترون بأن حديث الإفك قد اختلف جملةً وتفصيلاً مع هذه الآية الكريمة المحكمة الواضحة البينة؟ ولكنكم اتبعتموه 
وذلك لأنه تشابه مع آية أخرى في القرآن الكريم وهي قوله تعالى: 
{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾ }
 صدق الله العظيم [مريم]
ولو كنتم تريدون الحقّ لاستمسكتم بالمحكم الواضح والبيّن وأما هذه الآية والتي يتشابه مع ظاهرها إحدى الروايات فإذا قارنتم بين هذه الرواية المتشابهة مع ظاهر هذه الآية وبين الآية المحكمة في هذا الشأن فحتماً سوف تجدون بين الحقّ والباطل اختلافاً كثيرا في قوله تعالى:
{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾ }
 صدق الله العظيم [الزمر]
وهذه هي الآية المحكمة ذات القصة الحقّ في هذا الشأن، ومن ثم نعود لتأويل الآية المتشابهة مع حديث الفتنة في الرواية الباطلة عن الصراط المستقيم أنه على نار جهنّم زوراً وبهتاناً على الله ورسوله، فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه مع أحاديث الفتنة ابتغاء تأويل القرآن؛ ولكن في قلبه زيغ عن الحقّ الواضح والبيّن الذي نبذه وراء ظهره فاتبع هذه الآية نظراً لتشابهها مع حديث الفتنة والذي كان يزعم أنه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولأني من الراسخين في العلم مما علمني ربّي فسوف آتيكم بالتأويل الحقّ والقول المختصر المفيد لقوله تعالى:
 { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾ }  
صدق الله العظيم [مريم]
فليس الورود في هذا الموضع يقصد الدخول بل الوصول إلى ساحة نار جهنّم فبرزت الجحيم لمن يرى فيشاهدها الصالحون والمُبطلون معاً سوياً. 
تصديقاً لقول الله تعالى: { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ }
 صدق الله العظيم [التكاثر]
ومعنى الورود هُنا هو:
  الوصول إلى ساحة جهنّم كما ورد موسى إلى ماء مدين ولكنه لم يدخل الماء بل وصل إلى ساحة الماء فوجد عليه أمّة يسقون، 
وقال الله تعالى:
 { وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا 
لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }
 صدق الله العظيم [القصص:٢٣]
وليس هذا قياساً بل لكي تفهموا حقيقة الورود المقصود إلى نار جهنّم بأنه الوصول إلى ساحتها حتى يُشاهدها الصالحون 

والمبطلون فيرونها رأي العين بعين اليقين، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ }  
صدق الله العظيم [التكاثر]،
 وتصديقاً لقول الله عز وجل: { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَىٰ } 
صدق الله العظيم [النازعات:٣٦]
أي: برزت فكانت ظاهرة للجميع لمن كانت له أعين تبصر فهو يراها ولكن الله لم يريها للصالحين لكي يدخلهم فيها أو يعبروا فوقها بل لكي يحمدوا الله الذي أنجاهم من هذه النّار التي تتلظى والتي لا يصلاها إلا الأشقى وليس للصالحين أي طريق نحوها ولا يقربوها فيدخلوها ولا يمرون من فوق وهجها بل برَّزها الله للغاوين فقط، وأما المشاهدة فيشاهدها المؤمنون والكافرون، وبرزت الجحيم لمن يرى ولكنها برزت للغاوين فقط، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } 
 صدق الله العظيم [الشعراء:٩١]
ولم يجعل الله صراط الجنّة وصراط الجحيم سوياً بل صراط الجحيم في جانب وصراط الجنّة في جانب آخر، وقال الله تعالى: 
{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾ } 
صدق الله العظيم [الصافات]
ولكنكم يا معشر علماء الأمّة جعلتم صراط الجحيم هو نفسه صراط النّعيم مالكم كيف تحكمون ولا يزال لدينا الكثير والكثير من البرهان في هذا الشأن ندخره للممترين فألجمهم بالحقّ إلجاماً، فكيف تجعلون الصراط المستقيم يؤدي إلى نار جهنّم صراط الضالين والمغضوب عليهم؟
 ألم تقولوا في كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولكنكم صدقتم أنه صراطٌ واحدٌ يورد نار جهنّم وإنكم لخاطئون فكيف يكونان طريق الحقّ وطريق الباطل طريق واحدة تورد بالجميع إلى نار جهنّم أفلا تعقلون، وإنما ينجي الله الصالحين فلا يساقون إلى صراط الجحيم بل إلى الجنّة ولا يساق إلى صراط الجحيم إلا أصحاب النّار فيذرهم الله فيها جثياً.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾ } 
صدق الله العظيم [الصافات]
ومن ثم يلقيا بكل واحد منهم الملكان (رقيب) و(عتيد) فيذهبان به إلى بابه المعلوم ثم يلقيان به في نار جهنّم 

كما أسلفنا شرحه لكم من قبل في قوله تعالى:
 { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ } 
صدق الله العظيم [ق]
فقد تبين لكم الحقّ وليس كما كنتم تزعمون بأنه يمشي الكافر والمؤمن على صراط الشعرة والتي زعموا أنها أحد من السيف ومن اخترق نجا ومن وقع سقط في النّار فلم نجد لهذا الإفتراء من سلطان في القرآن، فمن كان له أي اعتراض على الآيات المحكمات الواضحات البينات فليتفضل للحوار، 
وأما المتشابه فسوف أفسره خيراً منكم وأحسن تأويلا وآتي له بالسلطان من نفس القرآن حتى إذا كذبتم فقد كذبتم بآيات الله في القرآن العظيم فيحكم الله بيننا بالحقّ وهو أسرع الحاسبين وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا حبيب الحبيب يا من تزعم بأنّك إذا أحضرت اسم المهدي من القرآن ومن ثم تقول: فهل سوف تتبعني؟
ومن ثمّ نردّ عليك بالحقّ فأقول:
 وتالله لو أتيتني من القرآن باسم حبيب الحبيب واضحاً وجلياً في القرآن لما اتبعتك وهل تدري لماذا؟ وذلك لأن الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم ولم يأتيك الله العلم بل تجادل بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وأما الاسم فلم يجعله الله السلطان يا حبيب الحبيب، وحتى تعلم يا حبيب الحبيب أنت وغيرك بأن الله لم يجعل السلطان في الاسم بل في العلم لذلك قال:
 { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } 
صدق الله العظيم [الصف:6]،
ولكنه جاء اسمه (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم
وذلك لكي تعلموا أن البرهان ليس في الاسم بل في العلم، وأشهد أن محمداً رسول الله هو نفسه أحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في اللوح المحفوظ، فهل تريد أن أجعل حجةً لأهل الباطل على جدي؟ 
وأعوذ بالله أن أكون من الذين يجادلون في الله بغير علم ولا هُدى و لا كتاب مُنير؛ بل أدعو إلى سبيل ربّي على بصيرةٍ وعلم وكتاب منير فأهدي به النّاس إلى صراط مُستقيم.
المهدي المنتظر الحقّ الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم الإمام ناصر محمد اليماني

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

ردُّ الإمام الى أسد بني هاشم المحترم: بالنسبة لحكم الفتوى عن رؤية الله جهرةً فقد جعل الله الفتوى الحقّ في آياتٍ بيّناتِ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب

ردُّ الإمام الى أسد بني هاشم المحترم:
بالنسبة لحكم الفتوى عن رؤية الله جهرةً فقد جعل الله الفتوى الحقّ 
في آياتٍ بيّناتِ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلامُ على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وسلم تسليماً، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطاهرين ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله، وأنا من المُسلمين لا أشركُ بالله شيئاً وأدعو إلى صراط العزيز الحميد على بصيرةٍ من ربي آيات مُحكمات من القرآن المجيد..
ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم،
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وأصلي عليكم وأسلمُ تسليماً، فكُن من الشاكرين أن بعث الله الإمام المهديّ في جيل أسد بني هاشم، وكُن من الأنصار السابقين الأخيار واتبع الإمام المهديّ وعقلك من أنصار الإمام المهديّ وشاهداً عليك بالحقّ، فنحنُ ندعوك إلى الحقّ ولا تتّبع ما يُخالف لعقلك، ولا ولن يتبع الإمام المهديّ وكافة الأنبياء والمُرسلين في جميع الأمم الأولى إلا أولو الألباب الذين يعقلون، ومن كان يستخدم عقله فقد بشَّره الله بالهُدى.
تصديقاً لقول الله تعالى:
 {فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾}  
صدق الله العظيم [الزمر].
وأما الذين لا يعقلون فاتَّبَعوا الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى ولم يستخدموا عقولهم ومن ثم أدركوا في الآخرة أنّ سبب ضلالهم ودخولهم النار هو اتّباع الذين من قبلهم اتّباعاً أعمى من غير أن يستخدموا عقولهم، ولذلك أفتوكم بالحقّ بناءً على تجربتهم:
 {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} 
صدق الله العظيم [الملك:10]. 
 إذاً تبيّن لكم الحقّ أن أصحاب جهنم من الجنّ والإنس هم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً. ولذلك قال الله تعالى:
 {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
 صدق الله العظيم [الأعراف:179].
فلا تكونوا من الذين لا يستخدمون عقولهم فيتدبرون القول من ربهم الحق؛ بل أنا الإمام المهديّ أدعوكم إلى ما يدعوكم إليه الله ورُسله أجمعين أن تستخدموا عقولكم. وقال الله تعالى:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ‌ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾}
صدق الله العظيم [الأنفال].
ويا أخي الكريم أسد بني هاشم،
إنّما الإمام المهديّ مُجردُ عالمٍ من المُسلمين إلا أنّ الله يزيده بسطةً في العلم عليهم بسُلطان علم البيان الحقّ للقُرآن العظيم حتى يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، ولا ينبغي للإمام الحقّ من ربكم أن يتّبع أهواءكم حتى تصدّقوه فتتبعوه، وأعوُذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم فلن أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، وإنما أدعو الناس إلى ما دعاهم إليه جدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يتبعوا القُرآن العظيم فنُحاجّهم بمُحكم القُرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}
صدق الله العظيم [الزمر:41].
 وقال الله تعالى:
 {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ}
 صدق الله العظيم [النمل:92].
وبالنسبة لحكم الفتوى عن رؤية الله جهرةً فقد جعل الله الفتوى الحقّ في آياتٍ بيّناتِ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب في قلب 
وذات الموضوع بيّنات لعالمكم وجاهلكم لكُل ذي لسان عربي منكم إن كنتم تعقلون. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾}
 صدق الله العظيم [الزخرف]، 
 وجعل حكمه في رؤية الله جهرة في آيات بيّنات لعالمكم وجاهلكم. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}
 صدق الله العظيم [البقرة:99].
ومن الآيات البيّنات في قلب وذات الموضوع عن الفتوى في رؤية الله جهرةً فقد طلب من الله نبيُّه موسى - عليه الصلاة والسلام - أن يراه جهرةً، ومن ثم أفتاه الله أنّه لن يرى ربه، ومن ثم أفتى الله نبيّه عن سبب عدم رؤية الله جهرة وذلك لأنه لا يتحمّل رؤية عظمة الله شيءٌ من خلقه أجمعين مهما كان عظيماً، فلا ولن يتحمل رؤية عظمة ذات الله العلي العظيم شيءٌ، وأراد الله أن يبيّن لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي ليعلم نبيّ الله موسى أنه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله شيءٌ من خلق الله أجمعين حتى الجبل العظيم، ولذلك جعل الله البيان ليس لفظياً فحسب بل بياناً عملياً على الواقع الحقيقي، ولذلك قال الله لنبيه موسى:
 {انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}
 صدق الله العظيم [الأعراف:143]،
 فأصبحت الفتوى عن رؤية الله جهرة متوقفة على استقرار الجبل مكانه إن تحمّل رؤية عظمة ذات الله سُبحانه، 
  فانظروا إلى النتيجة:
{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:143]،
فتبيَّن لنبي الله موسى الحقُّ على الواقع الحقيقي أنّه حقاً لا يستقر أمام رؤية عظمة ذات الله شيء من خلقه أجمعين لأنّ الله هو الأعظم من كل شيء في خلقه أجمعين ولن يستقر أمام رؤيته شيءٌ من خلقه إلا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير. ولما أدرك نبيّ الله موسى الفتوى الحقّ عن سبب عدم رؤية الله جهرة
{قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
  [الأعراف:143].
وقال الله تعالى:
 {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} 
صدق الله العظيم [الأنعام]. 
ويا أسد بني هاشم،  
وما بعد الحقّ إلا الضلال؟ وقال الله تعالى:
 {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
 صدق الله العظيم [يونس:32].
ألا والله العظيم لو تعتصموا بهذه الفتوى الحقّ لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم عن ربكم الحقّ شيئاً كونه يُكلمكم جهرةً 
وأنتم ترونه، أفلا تتقون؟ 
وما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم وإنما أتُّبِعُ البيان الحقّ للقرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها، ألا وإن البيان للإمام المهديّ ليس مُجرد تفسيرٍ مثل تفاسيركم للقرآن العظيم بل بيان الإمام المهديّ هو تفصيل الكتاب يأتيكم به من الآيات البيّنات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهم فيتبع ظاهر الآيات المُتشابهات إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ البيّن والمُفصّل في آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب التي أمركم الله أن تتبعوهن. وأما المُتشابه من القرآن فأمركم فقط بالإيمان به أنه من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
  صدق الله العظيم [آل عمران:7].
ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم،
 فهل ترى هذه الفتوى من الله في هذه الآية من المُتشابه؟ وقال الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
 صدق الله العظيم [الأعراف:143]. 
{ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾}
 صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا أسد بني هاشم،
 أُشهِدُ الله أني أنا الإمام المهديّ وكفى بالله شهيداً الذي اصطفاني خليفتهُ عليكم وما كان لكم الخيرة من الأمر فتصطفون
 خليفة الله من دونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
 صدق الله العظيم [القصص:68].
أم إنكم لا تعلمون لماذا قال الله تعالى لملائكته:
 {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
 [البقرة:31]؟
وذلك تصديقٌ لقول الله تعالى:
 {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
 صدق الله العظيم [القصص:68]،
 وليست الملائكة أعلم من ربِّهم، وما كان لهم الخيرة في اصطفاء خليفة الله آدم؛ 
بل قال الله تعالى:
 {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} 
صدق الله العظيم [الحجر:29]. 
وكذلك الإمام المهديّ خليفة الله المصطفى. أفلا تخافون من لعنة الله لو لم تطيعوا خليفته الذي اصطفاه عليكم؟ 
أفلا تعلمون عن سبب لعنة الله لعبده إبليس؟ وذلك لأنه أبى أن يسجد لأمر الله فيطيع خليفة الله المُصطفى عليهم. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَ‌غَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَ‌جَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾}
 صدق الله العظيم [البقرة].
ويا أسد بني هاشم،
 
إنّي أنا الإمام المهديّ آمركم أن تقتدوا بهُدى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}
 صدق الله العظيم [آل عمران:31].
ألا وإنّما الاتّباع هو أن تفعلوا ما يفعله فتُنافسوا محمداً رسول الله والمهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمُرسلين في حُب الله وقربه، 
وإن أبيتم وقلتم:
 "فكيف نُنافس محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حُبّ الله وقربه بل هو أولى بالله من جميع المُسلمين
 أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الله؟" 
 ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهدي:
 فاشهدوا بالحق أنكم لم تقتدوا بهدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أمر الله عبده ورسوله محمد رسول الله -
 صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقتدي بهدي كافة الأنبياء والمُرسلين وأولياء الله الصالحين من قبله أجمعين. وقال الله تعالى:
 {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِ‌كُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَ‌بِّي شَيْئًا وَسِعَ رَ‌بِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَ‌كْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَ‌كْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِ‌يقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾}
 صدق الله العظيم [الأنعام].
فانظروا لقول الله تعالى:
{وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾}
 صدق الله العظيم،
 والسؤال الذي يطرح نفسه:
 فهل أمر الله إلى رسوله:{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
 فهل الاقتداء بهم هو التعظيم فيجعل التنافس إلى الله حصرياً لهم من دونه؟ 
إذاً لأشرك بالله بسبب تعظيم عباده من دونه بغير الحقّ لو كان الاقتداء حسب عقيدة عُلماء المُسلمين والنصارى الذين يعظِّمون أنبياء الله من دونه فيجعلون الله حصرياً لهم ويتخذونهم شُفعاءهم عند الله، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
 بل الاقتداء بأنبياء الله ورُسله هو أن تحذوا حَذْوَهم فتفعلوا فعلهم، فإذا وجدتموهم يتنافسون إلى الله أيّهم أقرب فافعلوا مثلهم وانضمّوا إلى ركب العبيد المُتنافسين إلى الله الربّ المعبود. لا إله إلا هو إن كنتم إياه تعبدون. وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾}
 صدق الله العظيم [الإسراء]،
فقد علّمكم الله كيف يعبده أنبياؤه ورُسله:
 {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً}
صدق الله العظيم [الإسراء:57].
فتذكروا قول الله تعالى:
 {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾}
 صدق الله العظيم.
فتذكروا قول الله تعالى:
 {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}
  صدق الله العظيم. 
فَلِمَ تأبوَن أن تقتدوا بهدى عباد الله الذين هداهم إلى الحقّ فتجدونهم في الكتاب يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ولن تجدوا الذين هدى الله من ذُرياتهم يفضلون آباءهم إلى الله بل يفضلون الله فيتنافسون إلى ربِّهم أيّهم أقرب لأنّه أحبَّ إليهم من آبائهم، فكيف يكون حبّ آبائهم أعظم من حبّهم لله فيذرون الله لآبائهم لو اعتقدوا أنه لا ينبغي لهم أن ينافسوا آباءهم في حبّ الله وقربه إذاً لأشركوا بالله وأحبط عملهم بسبب التعظيم لآبائهم وأولياء الله من دونه؛ بل تجدونهم جميعاً مُتنافسين إلى الله ويبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ولذلك أمر الله عبده محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقتدي بهداهم. وقال الله تعالى:
 {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾}
 صدق الله العظيم [الأنعام]. 
وقد عرّف الله لكم كيفية عبادتهم لربّهم وقال وأفتاكم عن عبادتهم الحقّ:
{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً}
 صدق الله العظيم [الإسراء:57].
وكذلك الإمام المهديّ الذي بعثه الله ليعيدكم إلى عبادة الله ويأمركم أن تقتدوا بُهدى أنبياء الله ورُسله ويأمركم بما أمركم به الله ورسوله أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتبتغون إليه الوسيلة فتتنافسون في حُبّ الله وقربه إن كنتم تحبون الله ولا تعبدون إلا إياه. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} 
صدق الله العظيم [آل عمران:31].
فابتغوا إليه الوسيلة أيّكم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}
صدق الله العظيم [المائدة:35].
وكذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو]  
صدق عليه الصلاة والسلام. 
◄◄ولم يجعل الله الوسيلة حصريّاً لأنبياء الله من دونكم فقد أشركتم بالله يا من حصرتم الوسيلة لأنبياء الله ورُسله من دونكم، فقد أشركتم بالله بسبب تعظيم أنبياء الله بتعظيم المُبالغة بغير الحقّ، وإنّما هم عباد لله أمثالكم ولكم من الحقّ في الله ما لهم فلا فرق بينهم وبينكم إنما نحنُ بشر مثلكم منّ الله علينا وهدانا إلى الصراط المُستقيم ثم جعلنا من المُكرّمين، فإن فعلتم مثل الأنبياء والمرسلين وخليفة الله الإمام المهديّ واقتديتم بهدينا كرّمكم الله كما كرّمنا، وإن أبيتم فلن تهتدوا إلى الصراط المُستقيم ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً، 
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو عبيد الله المُتنافسين إلى صراط العزيز الحميد الداعي بالقرآن المجيد عبد الله وخليفته؛
 الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.