الأحد، 27 ديسمبر 2015

هل سيفر المسيح عيسى أبن مريم والإمام المهدي إلى الجبال ؟

سأل سائل فقال:
جاء في الأثر:عند خروج المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج :
[فيخبر الله عز وجل عيسى أبن مريم , ياعيسى حرز عبادي إلى الطور (أهربوا إلى جبال الطور)]
فهل سيفر المسيح عيسى أبن مريم والإمام المهدي إلى الجبال ؟

وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
{ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }
صدق الله العظيم [الإسراء:64]
وتلك فتنة الشيطان الجهريّة يكلمكم وأنتم ترونه.
وإنما الاستفزاز:
هو أن يُخرج النّاس من النّور إلى الظلمات من بعد هداية النّاس جميعاً وبعد أن جعلهم الله أمّةً واحدةً على الصراط المستقيم ومن ثم يصل المسيح الكذاب لفتنة النّاس عن الإيمان بالرحمن. ولذلك قال الله تعالى:
{ الم (1) أَحَسِبَ النّاس أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) }
صدق الله العظيم [العنكبوت]
وبما أنّ المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم سيخرج لفتنة النّاس من بعد الهدى
ولذلك قال الله تعالى:{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}،
أي: أَخْرِجْ من استطعت منهم من النّور إلى الظلمات بصوتك أي في الفتنة الجهريّة، واجلب عليهم بخيلك وتلك خيولٌ على الواقع الحقيقي، ونعم إنّ خيوله من خيول الأرض المفروشة لا تحيطون بها علماً، وقد أخبركم الله عنها في محكم كتابه وتدخل من ضمن بيان قول الله تعالى:
{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8)
وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ }

صدق الله العظيم [النحل:8-9]
فأما الجائر:
فهي مصنوعة من خلق الله فقد سبق بيان الجائر، وهي سفن اليوم والطائرات والسيارات والقاطرات والقطارات،
وكذلك خيول الدجال لا تحيطون بها علماً وهي من خلق الله في أرض المشرقين لا تحيطون بها علماً، وهي كذلك تدخل ضمن قول الله تعالى:
{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8) }
صدق الله العظيم
وإنّا فوقهم قاهرون بإذن الله وعليهم منتصرون،
ولن يهرب الإمام المهدي والمسيح عيسى ابن مريم إلى رؤوس الجبال بجيشهم هرباً من المسيح الكذّاب كما يفتري علينا المفترون، وتلك رواية تلاها الشيطان على أوليائه ليضلّوكم، والحكمة الخبيثة منها هي حتى إذا خرج المسيح الكذّاب وجيوشه من يأجوج ومأجوج ومن ثم يهرب المؤمنون من قتالهم إلى رؤوس الجبال لتصديق الرواية المفتراة، ثم لا يجد المسيح الكذّاب ويأجوج ومأجوج أي مواجهةٍ من المؤمنين لكون جيش الإمام المهدي ووزيره المسيح عيسى ابن مريم انهزموا إلى الجبال.وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لئن خرجوا إلينا فإنّنا سوف نقاتل المسيح الكذاب وجيوشه بكافة جند الله، وليعلمن أيّنا أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً بإذن الله ربّ العالمين.
ويأيها النّاس،
إنَّ الشيطان الرجيم لن يقول لكم إنّه الشيطان الرجيم الملك هاروت، ولن يقول لكم إنّه المسيح الكذّاب، بل سوف يقول لكم إنّه المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب لكونه ليس المسيح عيسى ابن مريم وما كان لابن مريم أن يقول ما ليس له بحقّ، ولذلك لا بدّ من عودة المسيح عيسى ابن مريم الحقّ - صلى الله عليه وعلى أمّه وأسلّم تسليماً - لكون الله يعلم أنّ المسيح الكذّاب يريد أن ينتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم فيدّعي الربوبيّة.
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني