الجمعة، 25 أكتوبر 2013

وقفات مع قوله تعالى :{ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }

[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
 

  وقفات مع قوله تعالى:
{ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } 
 (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله في الأولين وفي الآخرين إلى يوم الدين، أما بعد..
ويا أحبتي الباحثين عن الحق، حقيق لا يفتيكم المهدي المنتظر إلا بالحق من محكم الذكر، فأما تسمية الكواكب فيطلق بشكل عام على الكواكب المضيئة والمنيرة فجميعها كواكب سواء يكون الكوكب سراجاً وهاجاً أو كوكباً منيراً كالقمر، 
تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ تَبَارَ‌كَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُ‌وجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَ‌اجًا وَقَمَرً‌ا مُّنِيرً‌ا ﴿٦١﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‌ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَ‌ادَ أَن يَذَّكَّرَ‌ أَوْ أَرَ‌ادَ شُكُورً‌ا ﴿٦٢﴾ } 
 صدق الله العظيم [الفرقان]
وأجد في كتاب الله أن اسم الكواكب يطلق بشكل عام على الكواكب المضيئة 
والمنيرة ألم يقل الله تعالى:
 { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ } 
 صدق الله العظيم [الصافات]. 
فماهي الكواكب المقصودة في هذه الآية؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب 
في قول الله تعالى:
 { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ }
 صدق الله العظيم [الملك:5]
وكذلك أجد في الكتاب أن الله يُطلق اسم النجوم على الكواكب بشكل عام المضيئة والمنيرة، فما هي النجوم التي نظر إليها إبراهيم عليه الصلاة والسلام بنظرة المتدبر والمتفكر حين جنَّ عليه الليل؟ 
وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
 { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ } 
صدق الله العظيم [الأنعام]، 
كون نبي الله إبراهيم نظر إلى الكواكب المضيئة والمنيرة بشكل عام، فشاهد أحد الأراضين السبع من بعد أرضنا، تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ } 
 صدق الله العظيم [الأنعام]. 
إذاً الكوكب الذي شاهده هو أحد ملكوت الأرض، وهو كوكب أحد الأراضين السبع من بعد أرضنا الأم، كون الأراضين السبع هي كواكب معلقة في الفضاء من بعد أرضنا، لذلك قال الله تعالى:
 { وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ } 
صدق الله العظيم
إذاً الكوكب الذي شاهده خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو أحد ملكوت الأرض السبعة، شاهده عند الغروب في ميقات المغرب، فلما أفل وغاب قال "لا أحب الآفلين"، ومن ثم نظر إلى القمر بازغاً بالشرق وكانت ليلة النصف من الشهر ليلة التفكر والتدبر في ملكوت السماوات والأرض، ومن ثم تفكر في القمر وقال "بل سوف اتخذه إلهي كونه أكبر من ذلك الكوكب الذي أفل قبل قليل"، واستمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام طيلة تلك الليلة ليلة النصف من الشهر وهو ينظر إلى القمر البدر وهو كان على فراشه بالعراء المكشوف، وساهر المنام من استمرار التفكر بحثاً عن الحق، حتى إذا غرب القمر عن ناظريه عند ميقات نداء صلاة الفجر ولم يطمئن قلبه لعبادة القمر ومن ثم أصابه السقم النفسي كونه لم يطمئن قلبه لعبادة الكواكب وهو يريد أن يعبد الحق، وبما أنه يريد من ربه أن يهديه إلى الحق بعد أن أصابة السقم النفسي وهو يبحث عن الحق وكان ينظر إلى القمر البدر طيلة الليلة حتى الفجر، فلما أفل وغرب عن ناظريه عند صلاة الفجر وهو لم يتوصل إلى الحقيقة بعد، ولذلك قال:
 { لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } 
 صدق الله العظيم [الأنعام:77]. 
ومن ثم أشرقت الشمس، فنظر إليها نظرة التدبر والتفكر فقال: 
 { قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ }،
 حتى إذا غربت جاءه الهدى بعد مضي 24 ساعة من صلاة المغرب إلى صلاة المغرب.. يوم كامل، و بعد انقضاء نهار تلك الليلة ومن ثم هدى الله قلبه إلى ربه الحق الذي فطر السماوات والأرض. وقال الله تعالى:
 { فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾ } 
صدق الله العظيم [الأنعام]
ونستنبط من ذلك أحكاماً وتسمياتٍ، فمن الأحكام أن الله يهدي الباحث عن الحق
 إلى الحق تصديقاً لوعده الحق:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
 صدق الله العظيم [العنكبوت]
ونستنبط بدء اليوم أنه من المغرب إلى المغرب، كونه استمر في التفكر والتدبر منذ أن جنَّ عليه الليل عند صلاة المغرب إلى أن غربت شمس تلك الليلة بعد انقضاء النهار، وبما أنها مضت 24 ساعة متواصلة وخليل الله إبراهيم يبحث عن الحق ومصر بين يدي ربه وهو لم ينم الليل ولا النهار، ويريد من ربه أن يهديه إلى الحق، ومن ثم هداه الله إلى الحق وأن الأحق بالعبادة هو الذي فطر السماوات والأرض والشمس والقمر. ولذلك قال نبي الله إبراهيم:
 { قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }
 صدق الله العظيم [الأنبياء:56]
وكذلك نستنبط أن اسم النجوم يطلق على الكواكب المضيئة والكواكب المنيرة، 
ولذلك قال الله تعالى:
 { فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ } 
 صدق الله العظيم [الصافات]. 
وما يقصد إبراهيم بقوله إني سقيم؟ 
 وإنما يقصد أنه متألمٌ نفسياً، كونه يريد أن يعبد الحقَّ وليس الباطل، وتجدون الجواب في محكم الكتاب: 
{ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } 
صدق الله العظيم [الأنعام:77]
ولكن بعد النظرة إلى النجوم وكيف أفلت لم يقتنع بعبادتها من دون الله، ومن ثم جاءه الهدى واصطفاه الله رسولاً 

لقومه فحاجوه، وقال الله تعالى:
 { فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٩٠﴾ فَرَ‌اغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾ فَرَ‌اغَ عَلَيْهِمْ ضَرْ‌بًا بِالْيَمِينِ ﴿٩٣﴾ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴿٩٤﴾ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ﴿٩٧﴾ فَأَرَ‌ادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴿٩٨﴾ } 
 صدق الله العظيم [الصافات]. 
وإنما جاء في هذه الآيات خبر مختصر عن قصة خليل الله إبراهيم كونه سبق تفصيل قصته من قبل، ولذلك جاءت القصة بإختصار في هذا الموضع من البداية حين كان باحثاً عن الحق حتى هداه الله إلى الحق واصطفاه رسولاً لقومه فكذبوه ودمر أصنامهم فألقوه في نار الجحيم ونصره الله وأنجاه من مكرهم، وكل هذه الأخبار المختصرة عن قصة خليل الله إبراهيم في قول الله تعالى: 
{ فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٩٠﴾ فَرَ‌اغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾ فَرَ‌اغَ عَلَيْهِمْ ضَرْ‌بًا بِالْيَمِينِ ﴿٩٣﴾ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴿٩٤﴾ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ﴿٩٧﴾ فَأَرَ‌ادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴿٩٨﴾ } 
 صدق الله العظيم [الصافات]
فكم أدهشني قول المفسرين أن إبراهيم قال لقومه إني سقيمٌ أي مريضٌ بمرض معديٍّ حتى يهربوا عنه! ويا عجبي من فتواهم!!
 وما علاقة النجوم بالمرض لو كنتم صادقين؟ ومن ثم نردّ عليهم بالحق ونقول: بل خليل الله إبراهيم توعد قومه أن يكيد لأصنامهم بعد أن يتولَّوا عنه فيذهبوا من المعبد التي نصبوا فيها آلهتهم، ولم يكذب عليهم كما تزعمون أنه كذب عليهم أنه مريض بمرض معديٍّ ليهرب منه قومه، بل أعلن الحرب على آلهتهم بين أيديهم، ولكن قومه خوّفوه من بطش آلهتهم به لو يمسسها بسوء، ولذلك قال الله تعالى: 
{ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ } 
 صدق الله العظيم [الأنعام:80]. 
إذاً إبراهيم عليه الصلاة والسلام توعد قومه أن يكيد لأصنامهم جهاراً نهاراً بعد أن يولَّوا مدبرين عنها من المعبد، 
ولكنهم تحدّوه ببطش آلتهم، ولذلك قال خليل الله إبراهيم: 
 { وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ } صدق الله العظيم
ويا معشر المفسرين من أصحاب كتب التفسير لكلام الله، لماذا تقولون على الله مالا تعلمون أنه الحق لا شك ولا ريب أفلا تتقون؟ وأما معشر الباحثين فلهم الحق أن يبحثوا ويتفكروا في كلام الله في آياته البينات ويتوقعوا بيانها وما يقصده الله من كلامه، وأهم شيء أن لا يفتوا بها من قبل أن يجدوا البرهان المبين لبيانها المفصل في الكتاب، ولا خوف عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار فمن وراءكم إمامٌ مصطفى لكم من رب العالمين يأتيكم بالبيان الحق وأحسن تفسيراً، غير أني أحذركم أن لا تأخذ أحدكم العزة بالإثم بعدما تبين له الحق فيصر على ماتوصل إليه بفكره بغير سلطان من الرحمن في محكم القرآن، بل أطيعوا واتبعوا الحق وما بعد الحق إلا الضلال.

وقفات مع قوله تعالى: 
{ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } 
 (2) 
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، وبعد..
اِعلم أيها السائل بأن القمر وكوكب الزُهرة وعطارد والشمس والنجوم فهم جميعاً يتبعون ملكوت السماوات، 

وتبدأ الحدود لملكوت السماوات بدءاً من القمر، تصديقاً لقول الله تعالى:  
{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا ﴿٦١﴾ } 
 صدق الله العظيم [الفرقان]،
 بمعنى: أن الشمس والقمر يتبعان الملكوت السماوي،
 وقال الله تعالى: 
 { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴿١٥﴾ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴿١٦﴾ } 
 صدق الله العظيم [نوح]
وأما ملكوت الأراضين السبع فيبدأ من أقربهنّ إلينا وهي الأرض الحمراء وهو كوكب المريخ أقرب الأراضين السبع إلينا، 
 وذلك هو الكوكب الذي نظر إليه إبراهيم نظرة التفكر عندما كان يبحث عن الحقيقة، فنظر أولاً في ملكوت الأرض فشاهد أكبر حجم يراه إبراهيم هو كوكب المريخ، برغم أنه لم يكن أكبر كواكب الأرض السبعة ولكنه من أقرب كواكب الأرض السبعة إلينا، وقد علّمنا الله بأن إبراهيم نظر إلى ملكوت السماوات والأرض وقال الله تعالى:
 { وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } 
 صدق الله العظيم [الأنعام:75]
ومن ثُمّ ننظر إلى ماذا نظر إليه إبراهيم ثُمّ نجد بأنه نظر أولاً إلى ملكوت الأرض فشاهد أحد كواكب الأراضين السبع 

تلك الأرض الحمراء وهو كوكب المريخ، وقال الله تعالى:
 { وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ } 
 صدق الله العظيم [الأنعام]
فأما الشمس والقمر فكما قُلنا بأنهُنّ يتبعن ملكوت السماوات، فوجدهُنّ الناظر إليهِنّ إبراهيم هُنّ أكبرُ حجم يراه في الملكوت السماوي وهُنّ الشمس والقمر، وأما ملكوت الأراضين السبع فأكبرهُنّ الكوكب الذي نظر إليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو أقرب كواكب الأرض السبعة إلينا، وليس أكبرهُنّ غير أنه كان كبيراً في نظر إبراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك لأنه يبحث بتفكّر عن أكبر حجم يراه في ملكوت السماوات والأرض برغم أن إبراهيم لا يعلم بأنه نظر في ملكوت الأرض غير أن الله أخبرنا بأن إبراهيم نظر إلى ملكوت السماوات والأرض،

 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
  صدق الله العظيم [الأنعام:75]
المُفتي المهدي المُنتظر ناصر مُحمد اليماني