الاثنين، 19 أكتوبر 2015

ما هى الحكمة من البعث الأول للكافرين المكذبين ؟

سأل سائل فقال:
ما هى الحكمة من البعث الأول للكافرين المكذبين ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال :
يوجد هناك بعثٌ جزئيٌّ لمن يشاء الله من الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة يوم البعث الأول  

وهو المقصود من قول الله تعالى:
{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ
وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ } 
صدق الله العظيم.
وهذا البعث الأول يبعث الله فيه الكافرين
لكي يهديهم الله بالمهديّ المنتظر إلى صراط العزيز الحميد فيجعل الله الناس أمّةً واحدةً بعد أن أخذوا نصيبهم الأوّل من العذاب في نار جهنم ويريد الله أن يرحمهم وإن عدتم عدنا فيدخلهم الله مرّةً أخرى في نار جهنم.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9)}
صدق الله العظيم [الإسراء].
والهالكون من اليهود من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون لهم بعثان 
وحياتان وموتتان، تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) اِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75)}
صدق الله العظيم [الإسراء].
ويقصد الله بأنّ نبيّه لو اتّبع اليهود وافترى على الله كما يفترون لأذاقه الله كما سوف يذيقهم ضعف الحياة وضعف الممات وذلك لأنّ المجرمين لهم حياتان وموتان، وللأسف بأنّ منهم من سوف يعود إلى الكفر بالحقّ كما كانوا يفعلون من قبل في حياتهم الأولى، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
صدق الله العظيم [الأنعام].
وفعلاً سوف يعودون من بعد الرّجعة لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون وإنّ الهدى هدى الله وما يدريهم أنّهم إذا رجعوا بأنّهم لن يعودوا لما نهوا عنه والهدى هدى الله يصرف قلوبهم كيف يشاء ولكنّهم يجهلون ونظراً لجهلهم عن معرفة ربّهم بأنّه يحول بين المرء وقلبه ولذلك سوف يعودون لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون، ولا يقصدالله بأنهم ينوون الكذب بعد أن وقفوا على نار جهنم وإنما يقصد الله بقوله:
{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} 
 أي: كاذبون بقولهم:
{يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، 
فما يدريهم بأنهم سوف يكونون من المؤمنين والله يحول بين المرء وقلبه والهدى هدى الله؟
ولكنهم لم يعلموا بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف القلوب كيف يشاء ونظراً لجهلهم بهذه القدرة حتماً لابدّ أن يبيّن الله لهم ذلك فيرجعهم في يوم الرّجعة ومن بعد ذلك يعودون لما نهوا عنه ولم يصدقوا الله ما وعدوه في قولهم:
{يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 
صدق الله العظيم.
وفي يوم التلاق يوم البعث الشامل بعد أن قضوا حياتين وموتتين وبعثين
فيقول الله لهم: 
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} 
 صدق الله العظيم [البقرة:28]،
  وتجدون جوابهم في موضعٍ آخر قال الله تعالى:
{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}
صدق الله العظيم [غافر:11].
إذاً ياقوم إنّ الكفّار المفترين على الله الكذب لهم حياتان وموتتان وبعثان
تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْكِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) اِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75)}
صدق الله العظيم [الإسراء].
ولكنّ جدّي محمداً رسول الله ثبّته الله ولم يفتر على الله بغير الحقّ، وإنما لو اتّبعهم وافترى على الله مثلهم لجعل الله له كما لهم بعثين وحياتين وموتين وذلك لأنهم يعذّبون بعد الموت الأوّل في النار ومن ثمّ يخرجهم لقضاء حياتهم الثانية ومن ثمّ يعودون لما نهوا عنه ومن ثمّ يدخلهم النار مرةً أخرى ولكنّ أكثركم يجهلون البعث الأول في هذه الحياة والذي سوف يستغلّه المسيح الدجّال والذي هو ذاته الشيطان الرجيم الذي طلب من الله أن ينظره إلى يوم البعث وهو البعث الأول قال إنّك لمن المنظرين ويريد الشيطان أن يستغلّ البعث الأول فيقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين وإنّه كذّابٌ وليس المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ما كان له أن يقول ذلك بل ذلك المسيح الكذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يسمّى المسيح الكذّاب فأين التناقض يا من وصفت بأنّ في بيان المهديّ المنتظر تناقضاً؟
بل لم تفهم الخبر جيّداً هداك الله للحقّ وشرح صدرك ونوّر قلبك إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، وأنا أصدّق عقيدة الشيعة الاثني عشر في الرّجعة وأخالفهم فيبعث أبي بكرٍ وعمر كما يزعمون بغير الحقّ،
ولربّما يزعم الجاهلون بأنّي من الشيعةالاثني عشر ما دمت صدّقت بالرجعة والبعث الأوّل ولست من الشيعة في شيءٍ غير أنّي أصدّق العقائد الحقّ لديهم وأخالفهم فيما كان باطلاً مفترىً على محمدٍ رسول الله والأئمّة الأحد عشر من قبلي، وأتحدّى الشيعة بالحقّ حصريّاً من القرآن العظيم وكذلك لم يجعلني الله من أهل السّنّة في شيءٍ من الذين يصدّقون بأحاديث تخالف لمحكم القرآن العظيم وهي موضوعةٌ وهم لا يعلمون أنّها أحاديثٌ مفتراةٌ غير أنّي أصدّق العقائد الحقّ لدى أهل السّنّة وأخالف ما كان باطلاً مفترىً مدسوساً في السّنّة المحمّديّة وأتحدّى أهل السّنّة حصرياً من القرآن العظيم وبرغم أنّ أهل السّنّة لديهم أحاديثٌ مفتراةٌ أكثر ممّا لدى الشيعة الإثني عشر
ولكنّي أعتبر أهل السّنّة أقرب إلى الحقّ من الشيعة، وهل تدرون لماذا؟
وذلك لأنّ كثيراً من الشيعة يدعون آل بيت محمّدٍ رسول الله من دون الله وذلك هو الشّرك بالله، وبرغم أنّ الشيعة من أكثر المذاهب الإسلامية إحاطةً بشأن المهديّ المنتظر ولكنه أضلّ كثيراً منهم سرداب سامرّاء، 

فكم أكرّر وأقول يا معشر الشيعة الإثني عشر لقد ظهر البدر وأقسم بالله العظيم إنّكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامرّاء المظلم، فلا أظنّ من كان في سرادبٍ مظلمٍ أن يشاهد البدر ولو صار وسط السماء، وكذلك لا أنتمي إلى أيٍّ من المذاهب الإسلامية،
وأكفر بتفرّق المسلمين في دينهم إلى فرقٍ وشيعٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون ولست منهم في شيءٍ،وكذلك محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليس منهم في شيءٍ فكيف يستمسكون بحديثٍ مفترى:[اختلاف أمّتي رحمةٌ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو يخالف لجميع آيات القرآن العظيم المحكمة في هذاالشأن، وقال الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لسْتَ مِنْهُم في شَيْءٍ }
 صدق الله العظيم[الأنعام:159]،
أم لم ينهاكم الله عن التفرّق يا معشر علماءالمسلمين؟
وكذلك نهاكم الله يامعشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرّقوا دينكم شيعاً 

فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } 
 صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الروم]
وكذلك أمْرُ اللهِ الصادرُ في قوْلِه تعالى:
{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) }
صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الشورى:13]
وكذلك في قولِه تعالى:
{ انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } 
صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الأنعام:159]
وكذلك أمر اللهِ الصادرُ في مُحْكَمِ كتابِه في قوْلِه تعالى:
{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
صَدَقَ اللهُ العظيمُ [آل عمران:103]
وكذلك أمْرُ اللهِ الصادرُ في مُحكَمِ كتابِه في قوْلِه تعالى:
{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الأنفال:46]
ولكنّكم يامعشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربّكم المكرّرة فيهذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفون فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربّكم وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره في الكتاب بأنّكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرّقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن..
وبعثني الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور رحمةً بكم لأجمع شملكم وأجبر كسركم و أوحّد صفّكم و بعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم منفتنة المسيح الدجّال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيدصفّكم فيتمّ بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره لتكون كلمة الله هي العليا فيعزّكم الله بعبده والعزّة لله جميعاً فأيّدني بتصريح الإصطفاء للخلافة والقيادة عليكم فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم المرجع المحفوظ من التحريف لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم بالقرآن إلىصراطٍ مستقيمٍ، معتصماً بكتاب الله وسنّة رسوله وكافراً بما خالف من السّنّة لأمّ الكتاب في آياته المحكمات والتي جعلهنّ الله الأساس للعقيدة الإسلامية الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمرسلين 
وأمّا سبب كفري بما خالف من السّنّة للقرآن المحكم وذلك لأني أعلم أنها سنّةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم ليردوكم هو وأولياؤه من شياطين البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب
ـــــــــــــــ
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمّدٍ اليمانيّ.